المقاربة المجزوءاتية


المقاربة المجزوءاتية:
التعليم المجزوئي نموذج بيداغوجي متمركز حول المتعلم ، يتوخى تنظيم المسار الدراسي بتكسيره إلى مقاطع تشكل فضاءات ملائمة لبناء الكفايات المتوخى  تحقيقها لدى المتعلمين والمتعلمات حسب حاجتهم وقدراتهم وإيقاعاتهم في عملية التعلم .هذه المقاطع هي التي تسمى في الأدبيات البيداغوجية المعاصرة : المجزوءات . عكس التعليم الموسوعي الذي يتقوقع داخل مرجعية سيكولوجية منغلقة،باعتبار المدرس صاحب سلطة معرفية يقدمها للمتعلم جاهزة عن طريق مجموعة من الأسئلة تستوجب الحفظ والتقليد والتكرار .ومن ثم يصبح التلميذ مرتكنا إلى مدرسة لايستطيع أن يواجه ما يعترضه من المواقف المستجدة ،    لأنه لايملك الكفاءات والمهارات المهنية والمنهجية والتواصلية والذهنية واللغوية ،فمعارفه تبقى نظرية مجردة غير وظيفية تنقصها الممارسة والخبرات التجريبية. وفي التعليم الموسوعي يهتم بالكم على حساب الكيف...أما التعليم المجزوئي يستمد منطلقاته السيكولوجية من مرجعية نظرية منفتحة "علم النفس المعرفي والسيكولوجية الفارقية ..وغيرها ، تلك التي تساعد على تفريد التعليم الذي هو بمثابة سياق يتمكن بواسطته فرد معين في وضعية تعلم ما من القيام بنشاط تربوي ينسجم مع خصوصياته (استعداداته )، وحسب استراتيجية بيداغوجية تتوافق وأسلوبه المعرفي .
فإن التعليم المجزوئي فهو تعليم قائم على بيداغوجيا الكفايات ،التي تستهدف البحث عن القدرات الكفائية لدى الطالب عبر أداءات وإنجازات طوال سيرورة التعلم، ووضعه في وضعيات معقدة لاختبار أدائه السلوكي وقدراته في التعامل مع مشاكل الواقع المحيطة به.
   هذا ويقدم التعليم المجزوئي المقرر في شكل مجزءات ووحدات دراسية تصغر بدورها في إطار مقاطع وحلقات وخبرات مؤشرة في كفايات نوعية وشاملة أوممتدة، قصد التدرج بالطالب لتحقيق كفايات عليا كلية ونهائية. ويتم التركيز في هذا النوع من التعليم على الكيف وعلى الطالب ،لأن المدرس مجرد موجه ووسيط ليس إلا،وتصبح الدروس خبرات وممارسة كيفية ومهارات وقدرات معرفية ووجدانية وحركية. أي أن الطالب هو الذي يكون نفسه بنفسه ويتعلم كيف يبحث ويفكر وينظم ما يبحث عنه منهجيا ووظيفيا. إن التعليم بالمجزوءات كما يقول محمد الدريج : "يروم بناء الكفايات لدى التلميذ ،على اعتبار أن الكفايات هي درات شاملة و دينامكية(نشطة ) والتي لايمكن اختزالها في لائحة تحليلية من المحتويات ، إنها تركيبة ذكية من المعارف والمهارات والاتجاهات .فأن نكون أكفاء لايعني أن نملك جملة من المعلومات والمهارات ، فأن نكون أكفاء يعني أساسا أن نكون قادرين على تجنيد تلك المعلومات والمهارات ، وتوظيفها في مواقف معينة لحل مشكلات،  أي نكون فاعلين ومنتجين في وضعيات محددة ...
  

     المجزوءة وعلاقتها بالتناوب
            
نظرا لطبيعة التكوين المهني ،وخصوصيات وظيفة أو وظائف الأستاذ،من المؤكد أن يمر الطالب بفترات تعلم داخل المركز وأخرى في وضعيات مهنية حقيقية داخل المدرسة التطبيقية الإبتدئية.
يتعلق الأمر إذا بتمكين المتكون من المعارف ومعارف الفعل والموارد الضرورية لمزاولة المهنة، مع العمل على توفير الظروف الملائمة لتفعيلها في المدرسة التطبيقية كي تدمج في إطار الكفايات المستهدفة ، ثم تتجنب الفصل الدراسي التقليدي بين التكوين النظري والتكوين العملي، حيث أن التكوين بالمدرسة الابتدائية لا يهدف إلى مجرد التطبيق بل يرمي إلى إدماج المكتسبات وتطويرها والوقوف على إكراهات العمل الميداني .
ويمكن أن تكون هذه الفترات (بالمركز والمدرسة )متزامنة مع منطق العلاقة الجدلية التي تربط بعضها ببعض ،وبالنظر للأهداف المتوخاة من كل مرحلة من مراحل التكوين. وقد يسهل الاعتماد على معادلة دوكيتيل -(deketele)-التي يعرف من خلالها الهدف النوعي والكفاية –عملية تحديد محتويات التكوين التي ستعالج في المدرسة التطبيقية .
     
الكفاية =(قدرات +مضامين التعلم ) ّّّ+وضعيات

حيث تعبأ القدرات ومضامين التعلم، في إطار وضعيات مهنية حقيقية داخل المدرسة التطبيقية للتمكن من الكفايات المستهدفة، في حين يتم اكتساب وتطوير هذه القدرات وكذا معالجة محتويات التعلم داخل المركز. وتجدر الإشارة إلى أن اعتماد هذا التمييز لتحديد دور كل مؤسسة في التكوين نابع من الرغبة في اقتراح نموذج وظيفي فقط،  فمعلوم أن انفراد مؤسسة دون غيرها بمجال من مجالات التكوين أمر مستحيل في واقع الأمر،  خاصة وأن مجموعة من الكفايات سيتم اكتسابها داخل المركز أساسا كتلك المتعلقة بتدبير وتقويم ودعم التعلمات مثلا


اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني

0 الرد على "المقاربة المجزوءاتية"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات