تلخيص دقيق وشامل للوثيقة الإطار للاختيارات والتوجهات التربوية
إن لجان مراجعة المناهج وضعت إطارا لإصلاح مختلف أشكال الخلل التي تطال المناهج التربوية و اقتراح مشروع لمناهج تربوية جديدة بالتعليم الاولي والابتدائي والتعليم الثانوي بسلكيه الاعدادي و التأهيلي ، تضمنه الجزء الأول من سلسة أجراء الكتاب الأبيض المسمى الوثيقة الإطار للاختيارات والتوجهات التربوية
في هذا الصدد ، استحضرت اللجنة المكلفة
بإعداد الوثيقة المحدد للاختيارات والتوجهات التربوية في مجال مراجعة المناهج
التربوية وبرامج تكوين الأطر جملة من المقدمات الكبرى التي وجهت عملها . من أبرز
هذه المقدمات:
1-
تثمين أعضاء اللجنة للجهود الإصلاحية السابقة.
2-
الانطلاق من كون عمليات الاصلاح المنتظرة يجب أن تكون
معبرة عن مقومات الذات التاريخية والحضارية الاسلامية ، ومستوعبة لمكاسب الحضارة
المعاصرة.
3-
الإيمان بمبدأ التغيير البيداغوجي المتدرج.
4-
استجابة لمتطلبات المجتمع ا لمعبر عنها في الميثاق
الوطني للتربية والتكوين.
5-
بناء تصورات وتوجهات لإصلاح مختلف أشكال الخلل بواسطة
وأساليب قريبة من ممكنات الفعل البيداغوجي و منطقة من رصيد التجربة التربوية
المغربية.
وقد ترتب عن المبادئ والمقدمات أنفة
الذكر اختيارات تربوية كبرى
موجهة لمراجعة مناهج التربية والتكوين المغربية ، تنطلق من :
§
العلاقة التفاعلية بين المدرسة والمجتمع.
§
وضوح الأهداف والمرامي البعيدة من مراجعة مناهج التربية
والتكوين.
§
استحضار أهم خلاصات
البحث التربوي الحديث في مراجعة المناهج.
§
اعتماد مبدأ التوازن بين مختلف أنواع المعارف و أساليب
التعبير وجوانب التكوين.
§
اعتماد مبدأ التنسيق والتكامل في اختيار مضامين المناهج
التربوية.
§
اعتماد مبدأ التجديد المستمر لمناهج التربية والتكوين.
§
مواكبة التكوين الأساسي والمستمر لكافة أطر التربية
والتكوين لمتطلبات المراجعة المستمرة للمناهج التربوية.
§
اعتبار المدرسة مجالا حقيقيا لترسيخ القيم.
و لتفعيل هذه الاختيارات ، فقد تم
اعتماد التربية على القيم وتنمية
وتطوير الكفايات التربوية والتربية على الاختيار كمدخل بيداغوجي لمراجعة مناهج التربية والتكوين.
اخيارات وتوجهات في مجال
القيم
انطلاقا من القيم التي تم إعلانها
كمرتكزات ثابتة في الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، المتمثلة في ما يلي :
-
قيم العقيدة الاسلامية السمحة.
-
قيم الهوية الحضارية ومبادئ الأخلاقية والثقافية.
-
قيم المواطنة.
-
قيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية.
اختيارات وتوجهات في مجال
الكفايات
من الكفايات الممكن بناؤها في إطار تنفيذ مناهج
التربية التكوين:
-
كفايات تنمية الذات ،والتي تستهدف تنمية شخصية المتعلم كغاية في ذاته ،
وكفاعل إيجابي تنظر منه المساهمة الفاعلة في الارتقاء بمجتمعه في طل المجالات.
-
الكفايات القابلة للاستثمار في التحول الاجتماعي ،والتي تجعل نظام التربية والتكوين يستجيب لحاجات التنمية
المجتمعية بكل أبعادها الروحية والفكرية والمادية.
-
الكفايات القابلة للتصرف في القطاعات الاقتصادية
والاجتماعية ، والتي تجعل نظام
التربية والتكوين يستجيب لحاجات الاندماج في القطاعات المنتجة ولمتطلبات التنمية
الاقتصادية والاجتماعية.
ويمكن أن يتمحور ذلك حول :الكفايات
الاستراتيجية ، الكفايات التواصلية ، الكفايات المنهجية ، الكفايات الثقافية ،
الكفايات التكنولوجية.
وليتمكن نظام التربية والتكوين من
بوظائفه على الوجه الاكمل ، نصت وثيقة الإطار على ضرورة اعتماد مضامين معينة وفق
اختيارات وتوجهات محددة. وتنظيمها داخل كل سلك من سلك لأخر بما يخدم المواصفات
المحددة للمتعلم في نهاية كل سلك . وتتمثل هذه الاختيارات والتوجهات فيما يلي:
اختيارات وتوجهات في مجال
المضامين
§
الانطلاق من اعتبار المعرفة موروثا بشريا مشتركا.
§
اعتبار المعرفة الخصوصية جزءا لا يتجزأ من المعرفة
الكونية.
§
اعتبار غنى وتنوع الثقافة الوطنية والمحلية والشعبية.
§
الاهتمام بالبعد المحلي والوطني للمضامين وبمختلف
التعابير الفنية والثقافية.
§
اعتماد مبدأ التكامل والتنسيق بين مختلف أنواع المعاريف
وأشكال التعبير.
§
اعتماد مبدأ الاستمرارية والتدرج في عرض المعارف
الأساسية عبر الاسلاك التعليمية.
§
تجاوز التراكم الكمي للمضامين المعرفية المختلفة عبر
المواد التعليمية .
§
استحضار البعد المنهجي والروح النقدية في تقديم محتويات
المواد.
§
الحرص على توفير حد أدنى من المضامين الأساسية المشتركة
لجميع المتعلمين في مختلف الأسلاك والشعب.
§
إحداث التوازن بين المعرفة في حد ذاتها والمعرفة
الوظيفية.
ولارتقاء بجودة الفعل البيداغوجي تم
اعتماد تنظيم الدراسة في مختلف الاسلاك التعليمية.
اختيارات وتوجهات في مجال تنظيم الدراسة
·
في التعليم الابتدائي ، المرونة في تنظيم الحصص الدراسية
وتطبيق مضامينها مع حاجات المتعلمين .
·
في التعليم الثانوي ، الانتقال من التنظيم في اربع
سنوات دراسية إلى دورات دراسية نصف سنوية
من جهة ، والانتقال من برامج مبنية على مواد دراسية كلها إجبارية في السلك
الاعدادي ، إلى برامج مبنية عل مجزوءات معظمها إجباري وبعضها اختياري .
·
تنظيم كل سنة دراسة في دورتين من سبعة عشر أسبوعا على
اللأقل ، أي ما مجموعه ست دورات في السلك التأهيلي بما فيها الدورة المخصصة للجدع
المشترك ، و ست دورات في السلك الاعدادي واثنى عشر دورة في التعليم الابتدائي.
·
إعطاء نفس الغلاف الزمني لكل المجزوءات كيفما كانت
المادة الدراسية التي تنمي إليها.
·
تنظم الدراسة بالسلك الـتأهيلي ، بعد الجدع المشترك ،في
الأقطاب الدراسية التالية:
-
قطب التعليم الاصيل.
-
قطب الآداب و الانسانيات.
-
قطب الفنون.
-
قطب العلوم.
-
قطب التكنولوجيات.
ولاستعمال الجسور الممتدة بين الأقطاب
الدراسية في السلك التأهيلي ، ينظم كل قطب في مكونين : مكون إجباري ، و مكون
اختياري.
وحتى يتمكن النظام التربوي المغربي من
تزويد المجتمع بمواطنين مؤهلين للبناء المتواصل للوطن ، وتحديد:
اختيارات وتوجهات خاصة
بتحديد مواصفات المتعلمين
في هذا الصدد رأت وثيقة الإطار أنه ينبغي مناهج
التربية والتكوين بشكل يجعلها:
§
تشمل مختلف المجالات الوجدانية والاجتماعية والحسية
الحركية والمعرفية لشخصية المتعلم في مختلف الأسلاك التعليمية .
§
تنفذ في فضاءات تربوية متنوعة داخل القسم والمؤسسة
التعليمية وخارجها ، بواسطة وضعيات ديداكتيكية مناسبة لكل فضاء.
§
وضع نظام ملائم للاستشارة والتوجيه يعتمد على المؤهلات
والميول الحقيقية والموضوعية للمتعلم ، وعلى حاجات مختلف قطاعات الشغل ومواصفات
ولوج المسالك المختلفة للتعليم العالي.
§
وفيما يتعلق بالتعليم العالي ، ينبغي ربط التكوين بتوفير
أطر متوسطة وعليا للبلاد في مختلف المجالات ، وبتطور البحث العلمي في حقوله
المتنوعة.
§
أما فيما يتعلق بولوج مؤسسات التكوين المهني وسوق الشغل،
فينبغي أن يهتم التكوين بتوفير الكفايات الضرورية لولوج المهن التقنية المتوسطة
والعليا في مختلف القطاعات الصناعية و الفلاحية والتجارية و الخدماتية .
0 الرد على "تلخيص دقيق وشامل للوثيقة الإطار للاختيارات والتوجهات التربوية"
إرسال تعليق