أهم ما جاء به الميثاق الوطني للتربية والتكوين

 


     نتيجة لأزمات التي عرفها قطاع التعليم بالمغرب، خلال التسعينيات من القرن الماضي، تشكلت لجنة من رجال المقاومة ، والتعليم والأحزاب  الممثلة في البرلمان ،  والنقابات الأكثر تمثيلية ، وبعض جمعيات المجتمع المدني ، إضافة إلى علماء وشخصيات فاعلة.... انتهت بصياغة الميثاق الوطني للتربية والتكوين,فما هو الميثاق الوطني؟ وما  هي مضامينه؟

الميثاق الوطني للتربية والتكوين  كما تعرفه وزارة التربية الوطنية " مرجعية أساسية للإصلاح حظيت بتوافق جميع مكونات المجتمع المغربي"

 إنه مشروع إصلاحي شامل وطموح يضم مجموعة من الاختيارات والتوجهات والآليات الصالحة لتغيير نظامنا التربوي و تحديده على جميع المستويات ، وجعله نظاما مسايرا للمستجدات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعرفها بلادنا. باختصار ، وكما يعرفه البعض: هو دستور الإصلاح التربوي في المغرب الجديد.

 يتكون هذا الميثاق  من قسمين أساسيين متكاملين:

خصص القسم الأول للمبادئ الأساسية التي تضم : المرتكزات الثابتة لنظام التربية والتكوين والغايات الكبرى المتوخاة منه ، وحقوق و واجبات كل الشركاء ، والتعبئة الوطنية لإنجاح الإصلاح.

المرتكزات الثابتة:

تتمثل في الاهتداء بالعقيدة الإسلامية و الاتصاف بروح المبادرة الإيجابية والإنتاج النافع ، والتشبث بالثوابت الوطنية ، والتوفيق الإيجابي بين الوفاء للأصالة والتطلع للمعاصرة والسعي بالمغرب نحو امتلاك ناصية العلوم والتكنولوجيا الحديثة.

الغايات الكبرى

جعل المتعلم محور الاصلاح والتغيير ، بتوفير الشروط أمامه ليكون قادرا على التعلم مدى الحياة، وتزويد المجتمع بأطر مستقبلية كفأة ومؤهلة ، صالحة للإسهام في البناء المتواصل لوطنها على جميع  المستويات ، وجعل المدرسة المغربية مدرسة مفعمة بالحياة ،منفتحة على محيطها. كذلك جعل الجامعة مؤسسة منفتحة وقاطرة للتنمية.

حقوق و واجبات الأفراد والجماعات

§        على مستوى الحقوق : تحقيق مبادئ المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص أمامهم ، وحق الجميع في التعليم ، إناثا وذكورا سواء في البوادي أو الحواضر ، طبقا لما يكلفه دستور المملكة.

§        وعلى المربيين الواجبات والمسؤوليات التالية : جعل مصلحة المتعلمين فوق كل اعتبار ، وإعطاء المتعلمين المثال والقدوة في المظهر  والسلوك والاجتهاد ، والتكوين المستمر والمستديم ، و التزام الموضوعية والإنصاف في التقويمات والامتحانات ، ومعاملة الجميع على قدم المساواة ، وإمداد أباء التلاميذ بالمعلومات الكافية لقيامهم بواجباتهم .

§        كما على التلاميذ والطلبة الواجبات التالية:  الاجتهاد والتحصيل وأداء الواجبات الدراسية على أحسن وجه ، واجتياز الامتحانات بانضباط وجدية ونزاهة مما يمكن من التنافس الشريف ، والمواظبة والانضباط لمواقيت الدراسة وقواعدها ونظمها ، والعناية بالتجهيزات والمعدات والمراجع ، والإسهام النشيط الفردي والجماعي في القسم، وفي الأنشطة الموازية.

التعبئة الوطنية لتجديد المدرسة

وذلك من خلال:

·        إعلان العشرية 2000-2009 عشرية وطنية للتربية والتكوين.

·        اعتبار قطاع التربية والتكوين أولا أسبقية وطنية بعد الوحدة الترابية.

·        انخراط القوى الحية للبلاد في جهد جماعي من أجل تحقيق أهداف إصلاح التربية والتكوين.

 أما القسم الثاني ، وهو الذي يحظى باهتمام ونقاش المتابعين والمعنيين بالشأن التربوي ، فيحتوي على ستة مجالات للتجديد موزعة على تسع عشرة دعامة للتغيير : نشر التعليم وربطه بالمحيط الاقتصادي ، التنظيم البيداغوجي ، الرفع من جودة التربية و التكوين ، الموارد البشرية، التسيير والتدبير ، الشراكة والتمويل.

المجال الأول : نشر التعليم وربطه بالمحيط الاقتصادي

يهدف الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى نشر التعليم وربطه بالمحيط الاقتصادي ، وذلك عن طريق تعميم تعليم جيد في مدرسة متعددة الأساليب ( الدعامة الأولى) ، ومحاربة الأمية في إطار التربية غير النظامية للقضاء عليها تدريجيا( الدعامة الثانية) ، ولن يتم ذلك إلا في إطار اللامركزية والشراكة في التربية بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني والمنظمات الحكومية و غير الحكومية مع توظيف الاعلام المرئي لتحقيق الاهداف المسطرة للقضاء كليا على الأمية بكل انوعها ، فضلا عن خلق تلاؤم أكبر بين النظام التربوي والمحيط الاقتصادي( الدعامة الثالثة) عن طريق الاندماج المتبادل بين المؤسسة التعليمية ومحيطها عبر الانفتاح الوظيفي على الحياة العملية إما بواسطة التمرس والتكوين بالتناوب وإما عن طريق التكوين المستمر.

المجال الثاني: التنظيم البيداغوجي

ويستند على ثلاثة دعامات تهدف إلى إعادة هيكلة وتنظيم أطوار التعليم ونظام التقويم والامتحانات والتوجيه التربوي والمهني.

 في هذا المجال يستهدف  الاصلاح إعادة هيكلة وتنظيم أطوار التربية والتكوين ( الدعامة الرابعة) ابتداء من التعليم الأولي والابتدائي والثانوي الإعدادي و التأهيلي والجامعي عن طريق تنظيم أسلاك التعليم وشعبه ، مع مراعاة تطوير التعليم الأصيل والمجموعات ذوي الحاجات الخاصة كأبناء الجالية في الخارج واليهود المغاربة .كما يستهدف الإصلاح البيداغوجي إصلاح أنظمة التقويم والامتحانات ( الدعامة الخامسة) بموازاة مع إصلاح التوجيه التربوي والمهني ( الدعامة السادسة)

المجال الثالث : الرفع من جودة التربية والتكوين

يسعى هذا المجال إلى الرفع من جودة التربية والتكوين، وخصه الميثاق بأكبر عدد من الدعامات (ست دعامات) مما يشير  على اهمية في سياق الاصلاح مقارنة بالمجالات الأخرى. وقد انصب مضمونه على مراجعة البرامج والمناهج والكتب المدرسية والوسائط التعليمية ( الدعامة السابعة)، وتدبير بشكل أفضل لاستعمالات  الزمن و الايقاعات المدرسية والبيداغوجية ( الدعامة الثامنة) ، وتحسين تدريس اللغة العربية واستعمالها وإتقان اللغات الأجنبية من أجل امتلاك مفاتيح وآليات العلم والمعرفة والتكنولوجيات والتفتح على الأمازيغية لمعرفة مكونات الهوية الثقافية والحضارية ( الدعامة التاسعة) ، دون أن ننسي الاستعمال الأمثل للتكنولوجيات الجديدة والإعلام والتواصل ( الدعامة العاشرة) ، وتشجيع التفوق والتجديد والبحث العلمي ( الدعامة الحادية عشرة) ، وإنعاش الأنشطة الرياضية والتربية البدنية المدرسية والجامعية والأنشطة الموازية( الدعامة الثانية عشر).

المجال الرابع : الموارد البشرية

 وجه الاهتمام إلى الموارد البشرية عبر دعامتين فقط ، تنص الأولى على ضرورة حفز الموارد البشرية وإتقان تكوينها وتحسين ظروف عملها ومراجعة مقاييس التوظيف والتقويم والترقية ( الدعامة الثالثة عشرة) ، تنص الثانية على تحسين ظروف المتعلمين المادية والاجتماعية والعناية بالأشخاص ذوي الحاجات الخاصة ( الدعامة الرابعة عشرة).

المجال الخامس: التسيير والتدبير

تمحور حول التسيير والتدبير عبر ثلاث دعامات تروم تحقيق اللامركزية وإقرار اللاتمركز في قطاع التربية والتكوين( الدعامة السادسة عشرة) ، وتنويع انماط البنايات والتجهيزات وضبط معاييرها و ملاءمتها لمحيطها وترشيد استغلالها وحسن تسييرها( الدعامة السابعة عشر).

المجال السادس : الشراكة والتمويل

 ويخص مجال الشراكة والتمويل عن طريق حفز التعليم الخاص وضبط معاييره وتسييره منح الاعتماد لذوي الاستحقاق ( الدعامة الثامنة عشرة) ، وتعبئة موارد التمويل وترشيد تدبيرها ( الدعامة التاسعة عشر)

هذا و تنص وزارة التربية الوطنية أنه تم الحرص في صياغة المبادئ الأساسية للإصلاح وتجديد مجالاته ، على توخي الدقة والوضوح قدر المستطاع ، مع الاستحضار الدائم لضرورة التوفيق بين ما هو مرغوب فيه وما هو ممكن التطبيق. ومن ثم جاءت دعامات التغيير في صيغة مقترحات عملية ، مقرونة كلما أمكن بسبل تطبيقها وأجاله.

 تحميل  الميثاق الوطني للتربية والتكوينpdf

 

 

 

 

 

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني

0 الرد على "أهم ما جاء به الميثاق الوطني للتربية والتكوين"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات