تمثلات المتعلمين : مدلولها وأنواعها وخصائصها

 


المدلول الغوي للتمثل

ابن منظور.التمثل من مثل لشيء أي صوره حتى كأنه ينظر إليه،وامتثله أي تصوره.(التشبيه). جميل صليبا،التمثيل والتمثل متقاربان: صورة الشيء في الذهن وقيام الشيء مقام شيء أخر.

-          لاروس: حضور الشيء ومثوله أمام العين أو في الخيال بواسطة الرسم أو النحت أو اللغة.

-           Petit robert : احضار، عرض مثول أمام العين،تقديم موضوع غائب أو مفهوم إلى الذهن.

من هذه التحديدات اللغوية، سنخلص أن مفهوم التمثل عملية تتضمن استحضار صورة موضوع غائب إلى الذهن.أو تشبيه الشيء بأخر أو تقليد الشيء.

المدلول السوسيولوجي للتمثل

سنقتصر هنا على تعريف إميل دوركهايم،إذ يقول:"هي تصورات اجتماعية تتأسس على شكل قيم و معايير للسلوك والتذوق والقول،إنها تتغير بتغيير الحياة الإجتماعية. إنها تتشكل انطلاقا من الأوضاع والمواقف و الميولات الثقافية و التي تحكم رؤية المجتمع إلى العالم،كما تحكم أنماط تفكيره وأسلوب عيشه والمعايير المعتمدة فيه حسب الأولويات. وكأمثلة على ذلك في مجتمعنا،مجموعة من العادات والقيم و السلوكات و الاداب التي نتمسك بها ونمارسها في حياتنا اليومية في مختلف المؤسسات الاجتماعية التي نعيش فيها.

المدلول البيداغوجي للتمثل

§     يعتبر التمثل  نموذجا شخصيا لتنظيم معارف ومعلومات تهدف إلى حل مشكل معين. إن التباين( Jean Migne,1994)

§     التمثلات عملية فكرية صعبة بالنسبة للمتعلم ، تتوقف خصائصها على تنظيم المعاريف في الذهن وعلى العوائق الخاصة بكل حقل معرفي للترميز الذي يكتسبه المتعلم انطلاقا من الوضعية التفاعليى الفردية.

§     و يعتبرها: Devicch

-          بنية ضمنية   structure sous adjacente) )

-          شخصية و قابلة للتطور

-          نمودج تفسيري بسيط ومنظم

-          مرتبطة بالمستوى المعرفي و التاريخي و كذلك الإجتماعي- الثقافي للفرد.

§        تعريف باشلار المبسط: في دراسة حول تاريخ العلوم و كذا حول الإبستمولوجية، بقصد الوقوف على كيفية تطوير هذه العلوم و اكتسابها من قبل أكبر شريحة من الناس، اعتبر باشلار التمثل عائقا بيداغوجيا يمنع المتعلم من امتلاك العلوم الموضوعية، رغم أن علماء آخرين يعتبرونها أداة معرفية رغم كونها خاطئة

أنواع التمثلات

يمكن تقسيمها إلى نوعين هو:

·        التمثلات الإيجابية : هذا النوع يساعد ويدعم عملية تعلم المعرفة و العلم. فإذا تسلح المتعلم بتمثلات إيجابية سليمة يسهل عليه التعلم واكتساب معارف جديدة كما يدعم بنائه للمعرفة الموضوعية (وهي دائما نسبية.

·        التمثلات السلبية: أو الخاطئة، وهي المعيقة للتعلم و امتلاك المعرفة، على سبيل المثال:

-          الفلسفة: كلام فارغ-إلحاد-خطاب معقد-لا فائدة منها.......إلخ

-          الحمل عبارة عن انتفاخ بطن الأم من جراء إفراطها في الأكل.

-          البغل ابن للبغلة.

-          لكي تلد المرأة شبيه شخص معين، يكفي أن تشرب الماء فوق رأسه.

-          القردة أناس كانوا يتراشقون بالكسكس.

-          اللقلاق إنسان سبح في اللبن.

أهم مميزات التمثلات:

1-      قد تكون التمثلات عامة(كالتمثلات الإجتماعية و الثقافية و الدينية)أو خاصة (تمثل كل فرد لظاهرة أو مفهوم أو فكرة معينة).

2-      سبقت الإشارة إلى أن التمثل قد يكون سلبيا أو خاطئا مما يستدعى التدخل قصد العلاج والتصحيح بما هو أحسن و أقدر موضوعية، وقد يكون إيجابيا يتطلب دعمه وتطويره و الاقتناع بأنه قابل للتطور و التغيير أيضا.

3-      التمثل يتميز بالحركة و الديناميكية، أي إنه قابل للتطور سواء بالتعليم و التعلم أو بتطور العلوم الموضوعية عبر التاريخ.

4-      بتشكيل التمثل عموما في الوسط الذي ينبثق فيه، فإن كان الوسط غنيا، علميا ومتطورا يكون التمثل أقرب إلى الواقع و العكس أيضا صحيح، إنه إذن يتأثر بالوسط المعرفي و الثقافي و الاجتماعي و العلمي الذي ينشأ فيه.

5-      هناك تشابه بين تمثلات المتعلمين و العوائق الإبستمولوجية في تاريخ العلوم(باشلار).

6-      - كل فرد سواء كان طفلا صغيرا أو كبيرا ، يمتلك أنساقا معينة من التمثلات حول جميع مجالات الحياة المعرفية و العلمية.

7-      يبقى التمثل نموذجا تفسيريا لدى الفرد إلى أن يتزعزع بتمثلات أخرى أحسن و أكثر موضوعية، و يتحقق ذلك بالتعليم و التعلم مدى الحياة.

 

 

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني

0 الرد على "تمثلات المتعلمين : مدلولها وأنواعها وخصائصها"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات