مقاربة التقويم : التفاعلية / الأداتية
يمكن
إنجاز التقييم التكويني بمقاربة نستعمل فيها أدوات، أو بمقاربة ثانية لا نستعمل
فيها أية أداة ﴿approche informelle ﴾ Scallon,1988) ﴾
فالمقاربة
التفاعلية ﴿ 1988 - 1979،Allal ﴾
هي التي تسمح بفحص تعلمات التلميذ دون اللجوء إلى أدوات للقياس، بينما تتميز
المقاربة الأداتية والمسماة أيضا بالمقاربة الرجعية ﴿ approche rétroactive ﴾ باستعمال أدوات تمكننا من الحصول على
المعلومات الكافية حول تعلمات التلميذ.
وقبل التطرق إلى المقاربة الرجعية، لابد من
فهم المقاربة التفاعلية التي هي روح التقييم التكويني.
فالتقييم التكويني التفاعلي، إن صح القول،
مقاربة للكشف المستمر عن تعلمات التلميذ، وهو مرتبط بالأنشطة التعلمية الملقنة في
القسم. فهذه المقاربة تمكن عادة المدرس من الحصول على معلومات فورية حول تعلم
التلميذ بملاحظته ومساءلته شفويا.وكذا بتوجيهه خلال أعماله بغية حمله على التساؤل
حول الأجوبة التي يقدمها خلال تمرين تطبيقي، إلخ.
فالتفاعل الذي يميز هذه
المقاربة يشترك فيه رد الفعل الفوري والمباشر للمدرس نحو تألق التلميذ، ورد فعل
التلميذ نحو التغذية الراجعة التي يتلقاها.ردود الفعل هاته هي التي ستمكن من إبراز
حالة تعلم التلميذ، والقيام بالإصلاحات التي ستفرض نفسها عند ظهور ضعف أو صعوبات
لديه.
إن تطبيق هذا النوع من
التقييم التكويني غير منظم عادة، ونجاعته مرتبط بقدرة المدرس على التحاور مع
تلامذته. يقول Scallon في
هذا الموضوع : ״ إن ماتنصب عليه
الملاحظة، ومخرج هذه الحالات لايتطلبان تخطيطا دقيقا . فجميع هذه المواقف تتميز
بعلاقات من الدرجة العالية بين الأشخاص، لأن الأشخاص نفسهم مركز هذه الحركية، دون
شرط وجود أدوات ״ .
يمكن تطبيق هذا النوع من
التقييم بسهولة بالغة من طرف المدرس، إذ يمثل وجها من الأوجه الطبيعية والاعتيادية
لعمله التربوي داخل القسم.
فإيجابية هذه المقاربة بمقارنتها مع
المقاربة الأداتية تتجلى في كونها تسمح بالكشف عن الصعوبات التي يواجهها المتعلم
منذ البداية وتدليلها فورا.
حدود المقاربة التفاعلية
وإيجابيات المقاربة الأداتية:
من منظور التعليم الفردي، ليست هناك سلبيات
عند تطبيق المقاربة التفاعلية في التقييم التكويني لأنه يمكن للمدرس تتبع مسار
التلميذ بسهولة وتشخيص الصعوبات حال ظهورها، وتداركها حسب إيقاع التلميذ. ففي هذا
النوع من التعليم ليست لأدوات القياس أهمية كبيرة.
أما في التعليم الجماعي
السائد في مؤسساتنا التعليمية، لا يمكن للمدرس أن يكتفي بالتقييم التكويني
التفاعلي الذي يتطلب الاهتمام بكل تلميذ على حدة، بل ينبغي له أن يستعين في بعض الأحيان
بالأدوات التي ستزوده بمعلومات دقيقة عن تعلم جميع تلامذة القسم في نفس الوقت
بالنسبة لمحتوى معين.
من جهة أخرى، وفي مجال
التعليم الفردي، لا تسمح المقاربة التفاعلية، في جميع الحالات، بالكشف عن الصعوبات
التي تعترض التلميذ بدقة، لأن في بعض الأحيان لايمكن الكشف عن مواطن ضعف التلميذ
بمجرد ملاحظته من خلال إجابته الفورية لبعض الأسئلة غير المركبة بالشكل المطلوب،
لابد إذن من وسيلة أو أداة كشف لإبراز الأخطاء المميزة وعزلها، أو تحديد مستوى
التلميذ في حالة تعلم أكثر تعقيدا.
بالنسبة ل Scallon , يكون مجال التعليم الجماعي ودرجة صعوبة بعض
التعلمات أهم العناصر التي تبرز أهمية التطبيق الأداتي للتقييم التكويني، فالكاتب
يؤمن بأن في
״ إشراك التلميذ تدريجيا في
تتبع مراحل تعليمه ״ وجه آخر يبرز أهمية
اللجوء إلى الاختبارات التكوينية. نشير في الأخير إلى أن الطريقة المستعملة في
التقييم التكويني تدخل في اعتبارها إمكانية إشراك التلميذ في التصحيح والتقييم
وذلك بإمداده بوسائل وأدوات للتصحيح والتقييم الذاتيين. لذا أصبح الاهتمام بتعويد
التلميذ الاعتماد على الذات وجعله مسؤولا عن تعلمه أمرا جوهريا...
يتضح مما سبق أن النهج الأداتي في التقييم
التكويني، إضافة إلى كونه يخفف من سلبيات التعليم الجماعي ويقدم تشخيصا دقيقا لبعض
صعوبات التعلم، فهو يعطي للتلميذ فرصة اكتساب مواقف ذات أهمية بالغة في تكوينه
ونمائه.
المقاربة الأداتية
للتقويم التكويني للتعلمات
تأليف : الأساتذة. جانين
لافوا سيروا
ترجمة
وتكييف : عبد المجيد غازي جرنيتي
0 الرد على "مقاربة التقويم : التفاعلية / الأداتية"
إرسال تعليق