مقاربة التدريس بالكفايات (Approches par compétences )

مقاربة التدريس بالكفايات (Approches par compétences )

       لقد أصبح نموذج التدريس بالكفايات ، أو ما يمكن الاصطلاح عليه بمدخل الكفايات في التدريس ، محط اهتمام مختلف الأنظمة التربوية، ويأتي هذا التصور  الجديد كحركة  تصحيحية الغرض منه منح نفس جديد لنموذج التدريس بواسطة الأهداف. لذا فأكثر من اعتبارها رفضا قاطعا لنموج التدريس الهادف، تمثل هذه المقاربة البيداغوجية امتدادا وتطورا له.

الاطار المفاهمي

       غالبا مايتم الخلط بين مفهوم الكفاية (comppéténce) وبعض المفاهيم المجاورة لها مثل: مهارة (habileté) قدرة ( capacité) الاستعداد ( aptitude) بل غالبا ما يتم استعمال الواحدة مكان الاخرى. سنحاول تحديد هده المفاهيم من خلال التعريف بها، وحتى تتيسر عملية تمييزها عن المفهوم المفتاح الكفاية.

الاستعداد(aptitude):هو اداء كامن latent متوقع، يمكن أن ينجزه الفرد إذا توفرت له الشروط الضرورية  وبفعل التجربة أو النضج أو التعلم والتكوين، يتطور الاستعداد إلى قدرة .

 الانجاز (performance): هو ذلك المؤشر الذي من خلاله نلاحظ مدى تحقق القدرات والكفايات. للدلالة على الانجاز يستعمل ايضا مصطلح المهمة والأداء . إذا كانت الكفاية مستنبطة وغير مرئية فإنها تلاحظ من خلال الانجازات وإذا كانت الكفايات تحدد في إطار فئة من الوضعيات يعبر الانجاز عن الكفاية في وضعية خاصة.

السلوك ( comportement) : يشمل النشاط الانساني في تفاعله مع بيئته ، ويتضمن ما هو ظاهر وقابل للملاحظة ، وما هو غير قابل للملاحظة  كالتفكير والتخيل والتذكر وما إلى ذلك من الراغبات والانفعالات. بهذا المعنى تشكل الكفاية مجموعة صغرى داخل مجموعة السلوك التي هي أعم وأوسع.

المهارة habileté : عادة ما يرتبط هذا المفهوم بالإتقان سواء على مستوى الكفايات الحركية كما هو الشأن بالنسبة للحركات المنظمة بشكل معقد، و على مستوى الانجازات التقنية والفنية، وبالنسبة للكفايات المعرفية، يرتبط هذا المفهوم بالعمليات العقلية الاكثر تجريدا وتعقيدا كالتحليل والتركيب.

  وعلى المستوى التربوي، تتطلب المهارة _ كهدف من أهداف التعلم_ أداء المتعلمين لمهام معينة بشكل دقيق.

القدرة capacité : هي امكانية أداء نشاط معين، وقد يكون هذا النشاط / الفعل عقليا أو جسديا كما قد يكون فطريا أو مكتسبا بالتعلم والتدريب

ويعرف ميرتو PH . MEIRIEU) ) القدرق بكونها "نشاط ذهني ثابت قابل للنقل في مجالات معرفية مختلفة"

ففي نظره "لا توجد أي قدرة في شكلها الخام ، بل إنها لا تظهر إلا من خلال تطبيقها على محتوى معين"

   ويصنف بعض الدارسين  GERARD , F . M[1] القدرات الاعتماد على مجالات الشخصية الثلاث وهي :

-          المجال المعرفي: كالقدرة على القراءة - - الكتابة – التذكر – المقارنة

-           المجال السوسيوعاطفي: كالقدرة على العمل مع الغير – على الانصات للأخر  - تعاون

-          مجال الحسي- الحركي : كالقدرة على إجاز أنشطة يدوية أو جسدية .

في حين  يربط  ( GARDNER . H ; 1996[2]) تصنيف القدرات بأنواع الذكاء  بالنسبة له سبعة أواع من الدكاءات:

-          الذكاء اللغوي( الشعر......)

-          الذكاء المنطقي العلمي ( الرياضيات .....)

-          الذكاء البصري الفضائي ( الهندسة المعمارية، الرسم....)

-          الذكاء الجسدي ( الرياضة – الرقص.....)

-          الذكاء التواصلي ( معرفة الاخر)

-          الذكاء الذاتي ( معرفة وتقدير الذات)

خصائص القدرة :

تتميز القدرة بأربعة خصائص رئيسية :

1-      خاصية الامتداد Transversalité

أغلبة القدرات فهي ممتدة، أي أنها قابلة لأن تمارس على مواد مختلفة وبدرجات متفاوتة

2-      خاصية التطور:  Evolutivité

 تتطور القدرات مدى حياة الفرد  ولا يقتر اكتسابها على المدرس فحسب فالطفل الرضيع يبدأ في ممارسة الملاحظة منذ أشهره الاولى ، وكلما زاد تقدمه نحو سن الرشد زادت سرعة ودقة ملاحظته . فبالتقدم في الزمن يزداد تطور قدرة ما ، وذلك إما بسرعة تحقيقها أو بدقة أدائها , إلا أن هذا لا ينفي كون بعض القدرات تبطأ في التراجع مع التقدم في الحياة كالقدرة على التذكر مثلا

3-      خاصية التحولTransformation

يمكن أن نعتبر خاصية التحول أكثر الخاصيات أهمية وتميزا للقدرة ، ذلك أن تطور قدرة ما يرتبط فقط بعامل الزمن ن بل بعامل أخر يمكن تسميته بعامل الوضعيات . فباحتكاك قدرة ما وتفاعلها مع محتويات  وضعيات وقدرات أخرى ، ينتج إنتاج قدرات جديدة أكثر إجرائية من قبيل : القدرة على القراءة والكتابة والحساب والقدرة على أخد النقط والبرهنة والتفاوض والتنظيم........

4-      خاصية عدم قابلية للتقويم   Non évaluabilité

من الصعب قياس مستوى التمكن من قدرة معينة في شكلها المطلق ، بل يتم تقويمها من خلال تطبيقها وممارسته على محتويات محدد وفي وضعيات خاصة .

الكفاية compétence:

تتعدد دلالات مفهوم الكفاية وتتنوع حسب المجالات التي تستخدم فيها ، إذ هناك مرتبطة بعالم الشغالة l’ergonomie ، وأخرى بمجال اللسانيات ، وثالثة  بمجال العلوم القانونية ، ورابعة بالعلوم النفسية والتربوية إلخ.

 فعلى مستوى الادبيات التربوية ، يمكن العودة إلى تعاريف مجموعة من المهتمين بالكفايات في مجال التدريس من أمثال :

)بيرينو . p ، ( Philippe PERRENOUD, 1997  [3] الذي يعرف الكفاية بأنها " القدرة على الفعل بنجاعة داخل فئة محددة من الوضعيات "

 ويأتي تعريف)  لوبوترف (Le Boeterf , 1995, p.22  [4] ليحدد أن الكفاية هي " القدرة على تكييف الصرف مع الوضعية).

 ويضيف )  روجي [5] ( Xavier ROEGIERS , 2000 ألى أن الكفاية  هي" قدرة الشخص على تعبئة مجموعة مدمجة من الموارد بهدف حل وضعية – مسألة تنتمي إلى فئة من الوضعيات " .

  من هنا فمفهوم الكفاية  يحيل على معاريف وقدرات ومهارات متعددة ومتصلة قابلة للتكيف و الملاءمة مع وضعيات جديدة ، فالكفاية الواحدة تتضمن بشكل تفاعلي عددا من القدرات التي تعمل  داخل الانسان وتمكنه من إنجاز مهام وحل المشكلات في وضعيات مختلفة .

 خصائص الكفاية:

حسب مختلف الادبيات المرتبطة بالكفايات  ، تميز هذه الاخيرة خمس خصائص أساسية :

1-      تعبئة مجموعة من الموارد :mobilisation d’un ensemble de ressources

تستدعي الكفاية حشد مجموعة من الموارد ( معارف  وقدرات ومهارات واليات....) وإدماجها لمواجهة وضعيات – مسائل جديدة متنوعة ,

2-      خاصية الغائية :  caractère finalisé   

إن امتلاك التلميذ لمعارف  ومهارات يبقى إذا لم يستثمر في نشاط محفز أو في حل مشكلة مطروحة سواء في مؤسسته التعليمية أو في حياته اليومية . فالكفاية هنا تكون غائية و قصدية ، تستجيب لوظيفة اجتماعية وبالتالي ذات معنى بالنسبة لتلميذ

3-       خاصية الصلة بفئة من الوضعيات  lien à une famille de situation

لبناء كفاية ما وترسيخها لدى التلميذ ، يتم حصر الوضعيات التي سيمارس في فئة محددة وخاصة

4-       خاصية الارتباط بالمادة caractère souvent disciplinaire   

5-      خاصية القابلية لتقويم Evaluabilité

[1]  François- Marie GERARD. Des manuels scolaires pour apprendre. Concevoir , évaluer , utiliser , 2003, éd. De Boeck BRUXELLES , PP . 45-51

[1] Howard GARDNER, les intelligences multiples. Pour change l’école : la prise en compte des différentes formes d’intelligence. 1996. Ed . RETZ ? PARIS

---

[1]  François- Marie GERARD. Des manuels scolaires pour apprendre. Concevoir , évaluer , utiliser , 2003, éd. De Boeck BRUXELLES , PP . 45-51

[2] Howard GARDNER, les intelligences multiples. Pour change l’école : la prise en compte des différentes formes d’intelligence. 1996. Ed . RETZ ? PARIS

[3] PERRENOUD ph, Construire  des compétences dès l’école, paris ,ESF , 1997

[4] LE BOETERF Guy , De la compétences , essai sur un attracteur étrange , 1995 , paris

[5] ROEGIERS Xavier . ( avec la collaboration de DE KETELE J.-M) , Une pédagogie de l’intégration  compétences et intégration des acquis dans l’enseignement  , (coll. Pédagogies en développement) , bruxelles – paris , De Boeck , 2000

شارك هذا المنشور