البيداغوجيا الخطأ pédagogie de l’erreur
سبتمبر 19, 2019
أضف تعليق
البيداغوجيا الخطأ pédagogie de l’erreur
مفهوم الخطأ
بيداغوجيا ، الخطأ هو خروج عن قواعد
، هو فارق عن معيار ، بعبارة أو هو قصور لدى المتعلم في استيعاب ما
قدم له من قواعد ، ينتج عنه تقديم هذا الأخير لمعرفة لا تنسجم مع معايير القبول
المرتقبة .
لذا يعرف معجم لالاند الخطأ بكونه " حالة ذهنية أو فعل عقلي يعتبر الصواب
خطأ والخطأ صوبا "
بيداغوجيا الخطأ
هي تصور ممنهج للعملية التعليمية يقوم على
إعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم ، أي أن الوضعيات الديداكتيكية يتم
اعدادها والتخطيط لها اعتماد على مسار الذي يقطعه المتعلم لبناء المعرفة ، وما
يمكن أن يتخلل هذا المسار من أخطاء.
انها استراتيجيى للتعلم تعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم العمليات
الذهنية التي يقوم بها المتعلم خلال بحثه للوصول إلى المعرفة .
وتستند هذه المقاربة على ما ورد لدى احد رواد فلسفة العلوم ، وهو الفيلسوف
الفرنسي كاستون باشلار ، الذي يذهب الى أن الخطأ هو ليس مجرد صعوبة أو عائق أو
قصور ، بل هو ظاهرة بيداغوجية تمثل نقطة انطلاق المعرفة ، لأن هذه الاخيرة أثناء
بنائها تمر بمجموعة من المحاولات الخاطئة
، فما يرتكبه المتعلم يشكل جزءا من بناء معارف جديدة .
من هنا يمكن تشبه أخطاء المتعلم بالأخطاء التي عرفها تاريخ العلم خلال مراحل
تطوره ، ويتلخص هذا في قولة باشلار " الحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه "
مصادر الخطأ البيداغوجي
على العموم يمكن تصنيف أنواع الخطأ التي يتم
الوقوع فيها أثناء التعلم كالتالي :
-
أخطاء ذات مصدر نمائي : قد يخطى المتعلم لأننا نطالبه بمجهود يتجاوز القدرات
العقلية المميزة لمرحلة النمو التي يعيشها .
-
أخطاء ذات مصدر ابستمولوجي: إن التلاميذ مهما كان سنهم يأتون إلى القسم ومعهم
حمولة مصدرها المعرفة العلمية العامة ، أي لديهم تمثلات للأشياء والظواهر المحيطة
بهم وبهذا تكون الاخطاء الابستمولوجية ناتجة عن تمثلات وليس عن جهل ،
-
فيسعى التعلم إلى مساعدة المتعلمين على تجاوز ما يسميه
باشلار العوائق الابستمولوجية للانتقال من المعارف القبلية ) العامة( إلى المعرفة
العلمية.
-
اخطاء ذات مصدر استراتيجي : ويقصد به الكيفية التي يسلك بها المتعلم في تعلماته
وإنجازاته.
-
أخطاء ذات مصدر تعاقدي : وهي التي تنتج عن لبس في التعليمات المحددة لما هو
مطلوب من المتعلم أو عن غياب الالتزام بمقتضيات العقد الديداكتيكي القائم بين
المدرس والمتعلم .
-
أخطأ ذات مصدر ديداكتيكي: مرتبطة بالطريقة المرتبطة في التدريس وبنوع الوسائل التعليمية التي
تم اعتمادها وطبيعى المحتويات التي تم اختيارها .... كل هذه العوامل قد تكون سببا
في جر المتعلم إلى الخطأ.
استراتيجيات
تجاوز الخطأ
بغية دمج
الاخطاء في الفعل التربوي ، سواء أثناء مرحلة البناء أو في وضعيات التقويم ، تدعو
بيداغوجيا الخطأ إلى اتباع منهجية دقيقة يمكن تلخيص خطواتها فيما يلي:
أ-
رصد الخطأ وتشخصه : من خلال ملاحظة الخطأ و وصفه وتحديده بدقة .
ب-
إشعار المتعلم بحدوث الخطأ : ليصبح الخطأ فرصة لبناء التعلم ، ينبغي الاعتراف بحق
المتعلم في ارتكاب الخطأ ،وعدم اتخاد موقف سلبي منه ، بل النتعلم المخطئ بخطئه
والانطلاق منه لهدمه وتعويضه بالمعرفة العلمية.
ت-
تصنيف الخطأ : أي أن التلميد بمفرده أو بمساعدة زملائه أو بتوجيه من
الاستاذ ، يحاول تحديد طبيعة الخطأ والتعرف علة مصدره .
ث-
تفسير أسباب الخطأ : أي اقتراح فرضيات تفسيرية لمصدر الخطأ ، والتفكير في
العوامل التي أدت إلى ارتكابه ، هل هي استراتيجية مرتبطة بالمتعلم ، أو ديداكتيكية
مرتبطة بالمدرس ، أو تعاقدية مرتبطة بالعقد الديداكتيكي القائم بين المدرس
والمتعلم.
ج-
معالجة الخطأ : على المدرس أن يساعد المتعلمين على تجاوز أخطائهم ،
وذلك إما بالتغذية الراجعة أو بتكرار أعمال مكملة ، أو بتبني استراتيجيات جديدة
للتعلم
0 الرد على "البيداغوجيا الخطأ pédagogie de l’erreur"
إرسال تعليق