البيداغوجية الفارقية la pédagogie différenciée

 البيداغوجية الفارقية  la pédagogie différenciée
    تبعا للتطورات التي عرفتها علوم التربية ، والتي أظهرت أن المتعلم ليس واحدا ، بل متعلمون يختلفون  في قدراتهم وذكاء اتهم ،  بالتالي ايقاعاتهم في التعلم ، و حتي لا تتحول المدرسة عن دورها الأساسي في دمقرطة التربية  ومراعاة مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين ، ظهرت  في السبعينيات من القرن الماضي استراتيجية تربوية تنادي بضرورة أخد الفوارق الفردية بين المتعلمين بعين الاعتبار ، ومساعدة كل متعلم أو كل جماعة من المتعلمين على تجاوز صعوباتهم في التعلم ، وتحقيق الاهداف المنشودة إنها البيداغوجية الفارقية.
 تعريف:
      استخدم هذا المفهوم لأول مرة سنة 1973 م من طرف لوغران legrand louis  في سياق البحث عن أليات جديدة لمحارة ظاهرة الفشل الدراسي  والهدر المدرسي . عرف لوغران البيداغوجيا الفارقية بأنها " طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية قصد مساعدة الاطفال المتخلفين في العمر والقدرات والسلوكات ، والمنتمين إلى فصل واحد ، على الوصول بطرق مختلفة إلى الاهداف نفسها "
 نماذج من الفوارق الفردية
 تقوم البيداغوجية الفارقية على وجود فروق فردية وتباينات بين المتعلمين على المستويات التالية :
-          فوارق معرفية : أي الفوارق المتصلة بتمثلات المتعلمين وطرق تفكيرهم واستراتيجيات التعلم التي يتبعونها من أجل اكتساب المعارف المفروضة من طرف المؤسسة.
-          فوارق سيكولوجية : ترتبط بشخصية التلميذ من حيث رغبته في التعلم ، اهتماماته ، ارادته ، فضوله ، توازنه
-          فوارق سوسيوثقافية : وترتبط بالمستوى الجامعي والثقافي للأسرة وللوسط الذي يتحرك فيه التلميذ ، وتشمل اللغة والقيم السائدة ، وأنماط التنشئة الاجتماعية المتبعة.

اهداف البيداغوجية الفارقية
 يروم العمل البيداغوجي الفارقي تحقيق جملة من الأهداف أبرزها :
-          تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين ، والتقليص من فوارق التعلم المرتبطة بالانتماءات الاجتماعية
-          تنمية وتطوير  الانفعالات الايجابية كالإحساس بالثقة والأمان اللذان يولدان الرغبة والدافعية الى التعلم.
-          تمكين كل متعلم من الوصول بقدوراته ومهاراته الفردية الى أقصى ما يمكن أن يصل إليه.
من خصائص البيداغوجية الفارقية
تتسم البيداغوجية الفارقية بكونها:
-          بيداغوجية فردانية : تنطلق من مكتسبات المتعلم وتمثلاته لمساعدته  على تجاوز صعوباته .
-          تعتمد التفريق بين المتعلمين : بمعنى الفصل والتمييز بينهم ، سواء أثناء سيرورات التعلم أو أثناء سيرورات الدعم والعلاج
-          بيداغوجية تنوعية : ذلك من تنويع المقاربات والوسائل وتنويع الانشطة والوضعيات المقترحة وكذا التمييز على مستوى الوقت المخصص لانجاز المهام ليجد كل متعلم مهمة على قدر مقاسه.
طرق التفريق البيداغوجي :
يتطلب تكيف عملية التعلم مع حاجيات المتعلمين وفروقهم الفردية اعتماد اساليب في التفريق من بينها :
-          التفريق في المحتويات المعرفية : ويتمثل في تنوع محتويات التعلم داخل الصف الواحد لتكيفها مع القدرات الاستعابية للمتعلمين إيقاع تعلمهم ، من أجل اكتساب الكفايات الأساسية
-          التفريق على مستوى الأدوات والوسائل التعليمية : يكتسي استخدام الوسائل التعليمية أهمية خاصة في العملية التعليمية التعلمية ، إذ تلعب دورا اساسيا في شد انتباه المتعلمين ومساعدتهم على الاستعاب . إلا أن جدوى هذه الوسائل ليس متكافئا بالنسبة لجميع المتعلمين لان هؤلاء لا يستوعبون بالكيفية نفسها ، فهناك من يستوعب عن طريق الاستماع ( القاء درس  - محاضرة......) آخرون عن طريق المشاهد( كالخطاطات التوضيحية والرسوم البيانية.......) ويتعلم البعض الاخر عن طريق الممارسة الحسية( إنجاز تجارب – القيام بزيارات....) 
-          التفريق على مستوى التدبير الزمني: يقتضي العمل بهذه المقاربة في التدريس إعادة النظر في  تنظيم جماعة القسم ، فلبلوغ الأهداف التربوية نفسها ، قد يتم الاشتغال مع القسم كله و قد يلجأ المدرس إلى العمل مع مجموعة صغيرة ،أو حتى إلى العمل الفردي ، أذا اقتضي الأمر ذلك.
-          التفريق على مستوى التدبير الزمني: حيت المتعلمين لا يتعلمون بنفس الايقاع وعلى الوثيرة نفسها ،  فإن المدرس مطالب  بتوزيع الوقت اليومي والاسبوعي بشكل مرن يتماشى مع مشروعه البيداغوجي.
شروط تطبيق البيداغوجية الفارقية:
إن تطبيق البيداغوجية الفارقية يتطلب توفير الشروط التالية:
-          تقليص من ظاهرة الاكتظاظ التي لا تتماشى على الاطلاق مع مقتضيات البيداغوجية الفارقية .
-          وضع جداول للتوقيت تتلاءم مع العمل البيداغوجي الفارقي ، لان استعمالات الزمن التقليدية تجعل التعلم ممكنا لذوي الفهم السريع فقط
-          ضرورة توفير الامكانيات اللازمة من وسائل الديداكتيكية وحجرات دراسية.
-          التقليص من كثافة المقررات الدراسية وتوسيع هامش التصرف والاجتهاد بشكل يمكن المدرس من تكييف العملية التعليمية التعلمية مع القدرات الاستيعابية للمتعلمين ووثيرة تعلمهم.

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني

0 الرد على " البيداغوجية الفارقية la pédagogie différenciée"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات