البيداغوجية الفارقية la pédagogie différenciée
سبتمبر 19, 2019
أضف تعليق
البيداغوجية الفارقية la pédagogie différenciée
تبعا للتطورات التي
عرفتها علوم التربية ، والتي أظهرت أن المتعلم ليس واحدا ، بل متعلمون
يختلفون في قدراتهم وذكاء اتهم ، بالتالي ايقاعاتهم في التعلم ، و حتي لا تتحول
المدرسة عن دورها الأساسي في دمقرطة التربية
ومراعاة مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين ، ظهرت في السبعينيات من القرن الماضي استراتيجية
تربوية تنادي بضرورة أخد الفوارق الفردية بين المتعلمين بعين الاعتبار ، ومساعدة
كل متعلم أو كل جماعة من المتعلمين على تجاوز صعوباتهم في التعلم ، وتحقيق الاهداف
المنشودة إنها البيداغوجية الفارقية.
تعريف:
استخدم هذا المفهوم لأول مرة سنة 1973 م من طرف لوغران legrand louis
في سياق البحث عن أليات جديدة لمحارة ظاهرة الفشل الدراسي والهدر المدرسي . عرف لوغران البيداغوجيا
الفارقية بأنها " طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية قصد
مساعدة الاطفال المتخلفين في العمر والقدرات والسلوكات ، والمنتمين إلى فصل واحد ،
على الوصول بطرق مختلفة إلى الاهداف نفسها "
نماذج من الفوارق الفردية
تقوم البيداغوجية الفارقية على وجود فروق فردية
وتباينات بين المتعلمين على المستويات التالية :
-
فوارق معرفية : أي الفوارق المتصلة بتمثلات المتعلمين وطرق تفكيرهم
واستراتيجيات التعلم التي يتبعونها من أجل اكتساب المعارف المفروضة من طرف
المؤسسة.
-
فوارق سيكولوجية : ترتبط بشخصية التلميذ من حيث رغبته في التعلم ،
اهتماماته ، ارادته ، فضوله ، توازنه
-
فوارق سوسيوثقافية : وترتبط بالمستوى الجامعي والثقافي للأسرة وللوسط الذي
يتحرك فيه التلميذ ، وتشمل اللغة والقيم السائدة ، وأنماط التنشئة الاجتماعية
المتبعة.
اهداف
البيداغوجية الفارقية
يروم
العمل البيداغوجي الفارقي تحقيق جملة من الأهداف أبرزها :
-
تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين ، والتقليص
من فوارق التعلم المرتبطة بالانتماءات الاجتماعية
-
تنمية وتطوير
الانفعالات الايجابية كالإحساس بالثقة والأمان اللذان يولدان الرغبة
والدافعية الى التعلم.
-
تمكين كل متعلم من الوصول بقدوراته ومهاراته الفردية الى
أقصى ما يمكن أن يصل إليه.
من خصائص
البيداغوجية الفارقية
تتسم
البيداغوجية الفارقية بكونها:
-
بيداغوجية فردانية : تنطلق من مكتسبات المتعلم وتمثلاته لمساعدته على
تجاوز صعوباته .
-
تعتمد التفريق بين المتعلمين : بمعنى الفصل والتمييز
بينهم ، سواء أثناء سيرورات التعلم أو أثناء سيرورات الدعم والعلاج
-
بيداغوجية تنوعية : ذلك من تنويع المقاربات والوسائل وتنويع الانشطة
والوضعيات المقترحة وكذا التمييز على مستوى الوقت المخصص لانجاز المهام ليجد كل
متعلم مهمة على قدر مقاسه.
طرق التفريق البيداغوجي :
يتطلب تكيف عملية التعلم مع حاجيات
المتعلمين وفروقهم الفردية اعتماد اساليب في التفريق من بينها :
-
التفريق في المحتويات المعرفية : ويتمثل في تنوع محتويات التعلم داخل الصف الواحد
لتكيفها مع القدرات الاستعابية للمتعلمين إيقاع تعلمهم ، من أجل اكتساب الكفايات
الأساسية
-
التفريق على مستوى الأدوات والوسائل التعليمية : يكتسي استخدام الوسائل التعليمية أهمية خاصة في
العملية التعليمية التعلمية ، إذ تلعب دورا اساسيا في شد انتباه المتعلمين
ومساعدتهم على الاستعاب . إلا أن جدوى هذه الوسائل ليس متكافئا بالنسبة لجميع
المتعلمين لان هؤلاء لا يستوعبون بالكيفية نفسها ، فهناك من يستوعب عن طريق
الاستماع ( القاء درس - محاضرة......)
آخرون عن طريق المشاهد( كالخطاطات التوضيحية والرسوم البيانية.......) ويتعلم
البعض الاخر عن طريق الممارسة الحسية( إنجاز تجارب – القيام بزيارات....)
-
التفريق على مستوى التدبير الزمني: يقتضي العمل بهذه المقاربة في التدريس إعادة النظر
في تنظيم جماعة القسم ، فلبلوغ الأهداف
التربوية نفسها ، قد يتم الاشتغال مع القسم كله و قد يلجأ المدرس إلى العمل مع
مجموعة صغيرة ،أو حتى إلى العمل الفردي ، أذا اقتضي الأمر ذلك.
-
التفريق على مستوى التدبير الزمني: حيت المتعلمين لا يتعلمون بنفس الايقاع وعلى الوثيرة
نفسها ، فإن المدرس مطالب بتوزيع الوقت اليومي والاسبوعي بشكل مرن يتماشى
مع مشروعه البيداغوجي.
شروط تطبيق البيداغوجية الفارقية:
إن تطبيق البيداغوجية الفارقية يتطلب
توفير الشروط التالية:
-
تقليص من ظاهرة الاكتظاظ التي لا تتماشى على الاطلاق مع مقتضيات
البيداغوجية الفارقية .
-
وضع جداول للتوقيت تتلاءم مع العمل البيداغوجي الفارقي ،
لان استعمالات الزمن التقليدية تجعل التعلم ممكنا لذوي الفهم السريع فقط
-
ضرورة توفير الامكانيات اللازمة من وسائل الديداكتيكية
وحجرات دراسية.
-
التقليص من كثافة المقررات الدراسية وتوسيع هامش التصرف
والاجتهاد بشكل يمكن المدرس من تكييف العملية التعليمية التعلمية مع القدرات
الاستيعابية للمتعلمين ووثيرة تعلمهم.
0 الرد على " البيداغوجية الفارقية la pédagogie différenciée"
إرسال تعليق