رسم خطة معالجة الكفاية

 


معالجة الكفاية

تعتبر المعالجة امتدادا منطقيا لعملية التقويم، فبعد تصحيح أوراق المتعلمين وتشخيص الأخطاء تأتي لحظة المعالجة.

مفهوم العلاج وأهدافه:

 يعتبر العلاج ، في إطار المقاربة بالكفايات ، امتدادا منطقيا وطبيعيا للتقويم ، بل هو هدف أساسي للتقويم في بعده التكويني.

 العلاج من جهة  ، هو نشاط تصحيحي يرتكز على الأخطاء و الاختلالات التي قد يرتكبها المتعلمون أثناء بناء التعلمات . وقد ترتبط هذه الاختلالات بإرساء الموارد كما قد تعود إلى بناء الكفاية.

العلاج من جهة ثانية، هو نشاط داعم هدفه تمتين وتقوية التعلمات ، فهو سيساعد على دعم التعلمات المكتسبة بشكل مُجزأ، ودعم إدماج الموارد وبناء الكفاية.

الاخطاء ذات الاولوية بالنسبة للعلاج:

لا يمكن جميع الاخطاء لأن زمن العلاج المحدود ، مما سيستوجب ترتيب الأخطاء حسب أهميتها. فالأخطاء ذات الأولوية في العلاج هي:

·        الاخطاء الشائعة ، أي التي تهم أكبر عدد من التلاميذ ، هي أخطاء تتردد بكثرة لذا لا بد من برمجتها بالنسبة للعلاج.

·        الأخطاء التي لها انعكاسات سلبية على سير التعليمات اللاحقة، يعني أن المتعلم لن يستطيع التقدم في التعلمات اللاحقة إذا لم يتمكن من معالجة الأخطاء الحالية .

أنوع العلاج

هناك نوعان أساسيان من العلاج:

·        علاج فوري : يتم مباشرة بعد وقوع الخطأ، ويهتم بالأساس الأخطاء البسيطة التي لا تحتاج وقتا طويلا لتشخيصها . إنه علاج سريع لكنه مهم وفعال ، لأنه يشترك المتعلم في تصحيح أخطائه.

·        علاج مؤجل : يتم بعد تصحيح منتوجات المتعلمين ،  وتشخيص الاخطاء ، وينصب على المعايير الغير متحكم فيها والتي تعيق إنماء الكفاية.

وتتطلب عُدة العلاج تحليل نتائج التصحيح ، و رصد المعايير غير المتحكم فيها ، و تفييئ المتعلمين ثم اقتراح أنشطة العلاج الملائمة ، التي تنفذ في حصة خاصة.

تشخيص الخطأ

لتشخيص الخطأ يتم القيام بما يلي:

·        التعرف على الخطأ : ويكون ذلك بتحديده في ورقة التلميذ.

·        تحديد مصدر الخطأ: يقصد به تحديد نوع الخطأ ومحاولة تفسيره. هل مراده إلى عدم استيعاب القاعدة ؟ أم إلى الاستراتيجية التي اتبعها المتعلم في المعالجة ؟ فالتشخيص هنا عمل دقيق يتطلب مجهودا من المدرس في افتراض الأسباب وبالتالي اقتراح نوع العلاج الملائم.

رسم خطة العلاج

اعتمادا على نتائج التشخيص ، يتم وضع خطة للعلاج تمر بالمراحل التالية:

1-      تحليل جدول النتائج: بعد تصحيح، يتم بناء جدول للنتائج المحصل عليها، والوقوف – من خلال تحليله –  على المعايير غير المتحكم فيها ، وعلى التلاميذ الذين لم يتمكنوا من التحكم في هذه المعايير.

2-      تفييئ المتعلمين إلى مجموعات : حسب المعايير الغير المتحكم فيها ، فالتلاميذ الذين لم يتمكنوا من معيار ما يشكلون مجموعة ، والذين لديهم خلل في معيار أخر يمثلون مجموعة ثانية وهكذا.....

3-      اقتراح أنشطة علاجية: يختلف نوع التدخل باختلاف نوع الأخطاء وأهميتها.فما هي  استراتيجيات العلاج التي يمكن اعتمادها؟

استراتيجيات العلاج

تختلف هذه الاستراتيجيات باختلاف نوع الخطأ و أهميتها ، فالأخطاء البسيطة يمكن علاجها بتدخل بسيط ، بينما تتطلب الاختلالات الكبرى اعتماد استراتيجيات العلاج من قبيل:

1-      التغذية الراجعة: المقصود بها التصحيح المباشر الذي يستفيد منه المتعلم مباشرة بعد وقوعه في الخطأ . قد يأتي هذا التصحيح من المدرس كما قد يأتي من المتعلم نفسه أو من تدخل زميل له.

2-      العلاج بواسطة تكرار أعمال مكملة: هذا النوع من التدخل يفرض نفسه في حالة خلل في إرساء بعض الموارد مرتبط إما بعدم استيعاب قاعدة، أو لنقص في التمرَن... في هذه الحالة يكون العلاج المناسب إعادة بعض الأنشطة أو اقتراح تمارين تطبيقية إضافية.

3-      تبني استراتيجيات جديدة للتعلم : وذلك لما نكون امام خلل بنيوي مرتبط باستراتيجيات المتعلم ، أو بالطرائق والتقنيات المستعملة من طرف المدرس ، وأحيانا بنية المادة وهندستها . في هذه الحالة يستدعي الأمر معالجة جذرية قد تكون بتفريد التعلم أو باقتراح أنشطة و وضعيات جديدة وذلك بالابتعاد ما أمكن عن الطرق التلقينية التقليدية .

المشاركات ذات الصلة

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني

0 الرد على "رسم خطة معالجة الكفاية "

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات