كيفية التحضير لرسالة التخرج ( mémoire ) : مراحل البحث

 

يعد إعداد رسالة تخرجك مسألة تنظيمية صارمة. لأول مرة في حياتك الأكاديمية ، عليك إكمال عام كامل من العمل. الأمر متروك لك لإدارة جدولك الزمني بدقة ، مع مراعاة عبء العمل الذي يختلف وفقًا لفترات العام ، وقدرتك الاستثمارية المتغيرة لإنجاز رسالة تخرجك خلال الأسابيع الأخيرة من العام الدراسي

1-      الجدول الزمني: يبدأ عمل الرسالة البحثية في بداية العام

الجدول الزمني. يكون وفقًا لموضوعك و استعمال الزمن  الخاص بك

تبدأ رسالة التخرج في منتصف سبتمبر بتوزيع قائمة الموضوعات و المؤطرين المحتملين. يمكنك بالطبع اقتراح موضوع لرسالة تخرجك. من ناحية أخرى ، من الضروري التشكيك بجدية في جدواها وأهميتها فيما يتعلق بأهدافك النظرية والمهنية واهتماماتك الشخصية. حدد موعدًا سريعًا مع المؤطر الذي يهمك أكثر  موضوعاته: سيكون الهدف من هذه المقابلة الأولى هو تحديد موضوعك معًا ، والتفكير في المنهجية التي يمكن اعتمادها ، والتفكير في جدوى المقابلة الخاص بك ، والتوفيق بين اهتمامك مع الامكانيات المادية لبحثك ، إلخ.

يجب قضاء الخريف في إجراء القراءة اللازمة حول موضوعك ، وكذلك التواصل مع ميدان البحث. يُنصح بعقد اجتماعات منتظمة مع مؤطر الرسالة (حسب إمكانياته) لتقييم أعمال القراءة ، وفك رموز ميدان البحث ، وما إلى ذلك. الأمر متروك لك لتقديم عملك إليه -  يمكنك أن تزويده بأوراق مكتوبة ، مع بعض التبادلات الشفوية.

يجب أن تبدأ مرحلة التحليل  في نهاية الفصل الدراسي الأول من سنة التخرج. لتحقق التقدم في العمل التجريبي (إذا كان ذلك ضروريًا وفقًا لتوجهات رسالة تخرجك) لأنه يتطلب وقتًا: يمكن أن يتطلب القيام بالمقابلات أو الوصول إلى الأرشيف أو مكان الملاحظة القليل من التفاوض ؛ يستغرق تدوين المقابلات وقتًا طويلاً .

من يناير إلى فبراير ، يجب أن تفكر بجدية كبيرة في إشكالية دقيقة وخطة (تصميم). يجب أن يتم التحقق من صحة الاشكالية من قبل الاستاذ المؤطر ، وكذلك خطة رسالة تخرجك.

أبريل - منتصف مايو: كتابة الرسالة. يستغرق ما لا يقل عن 2 أو 3 أسابيع ، وفي نفس الوقت القيام بمراجعات ، والانتهاء من الأوراق.

من الضروري أن تتم مراجعة عملك من قبل طرف ثالث.

منتصف مايو: تقديم الأطروحة (نسخة ورقية وإلكترونية بصيغة PDF أو Word). يستغرق الأمر من يومين إلى ثلاثة أيام قبل تاريخ العرض لطباعة عملك

2-      تحديد الموضوع

عند اختيار موضوع الرسالة يجب أن تحكم بين ميولاتك الشخصية والقيمة التي تأمل في اكتسابها (مهنيا) وجدوى التحقيق والإشراف الحقيقي والفعال للأستاذ المؤطر للرسالة. موضوع رسالة تخرجك هو أولا وقبل كل شيء مسألة مصلحة شخصية. تحتاج إلى العثور على موضوع قد يثير اهتمامك على مدار العام: يجب أن يجعلك ترغب في الغوص  فيه في أي وقت من السنة ، حتى عندما تكون غارقًا في وتيرة الواجبات المنزلية أو في مراجعات.

بشكل عام ، هناك طريقتان لتصور رسالة تخرجك.

1)      مدخل  قبل مهني. رسالتك جزء مهم من دراستك. لذلك يمكن استخدامها لتقديم نفسك في سيرة ذاتية أمام صاحب العمل ، وتشكل العلامة الأولى لكفاءتك في مجال معين. يعد إعداد رسالة تخرجك طريقة لبدء الدخول في عالم مهني (إدارة ، منظمة غير حكومية ...) أو ببساطة لمواجهة هذه البيئة بشكل ملموس للتحقق من رغبتك في العمل هناك. وبالتالي يمكنك اختيار موضوعك وفقًا لما تريد القيام به لاحقًا .

2)      مدخل فكري. يمكن أن تكون رسالة تخرجك أيضًا وسيلة لمواجهة نفسك بجدية بسؤال عذبك لفترة طويلة! الدراسات الجامعية هي قبل كل شيء تمرين فكري: فهي تعلمك التفكير ، وتدربك على إتقان التجريد ، وتعلمك أن تأخذ المنظور الذي ستحتاجه أيضًا في حياتك المهنية. يمكن أن تحقق رسالة تخرجك هذا الهدف.

قبل كل شيء ، يجب أن تكون الرسالة مجدية! ستساعدك محاضرات في المنهج  في تحديد شروط إنجاز رسالة تخرجك بالإضافة إلى نصيحة الاستاذ المؤطر. يستجيب الموضوع المجدي أولاً وقبل كل شيء لفضولك (هل تريد حقًا تخصيص الكثير من الوقت لهذا السؤال؟) خاصة ، قابلية للإنجاز (القدرة على الوصول إلى مصادر المعلومات - الارشيف الرسمي أو الشخصي ، والإحصاءات ، و الكتب، و. .. - القدرة على الوصول إلى الأشخاص ذوي الخبرة ، وما إلى ذلك).

أخيرًا ، إنه موضوع يمكن إنجازه  في الوقت المفروض (لا توجد ملاحظة إثنوغرافية طويلة المدى .......) وفي حدود كفاءاتك أو تلك التي يمكنك اكتسابها (على سبيل المثال ، لا يوجد مسح كمي كبير إذا لم تكتسب قط المعرفة في الإحصاءات ، وانتبه أيضًا إلى المقارنات مع ميدان البحث الاجنبي

3-       اختر الأستاذ المؤطر لرسالة تخرجك

يجب أن تأخذ في الاعتبار القدرة التأطيرية لأستاذ المؤطر):

·        لمساعدتك في تحديد اختيار الموضوع ، الاشكالية ، تسهيل وصولك إلى ميدان البحث ...

·         للسماح لك بتحديد مجال التحقيق (  champ d’investigation ) الخاص بك (معايرة رغبتك ، وتوجهك نحو طرق أخرى ، وتقييم الجدوى ، وما إلى ذلك)

·        تقديم المشورة لك بشكل منتظم طوال العام.

لذلك ، يتطلب اختيار الاستاذ المؤطر الحصول على معلومات: حول تخصصه ، مدى تواجده (في الكلية، فترات التدريس الخاصة به ، إذا كان لديه بالفعل الكثير من العمل للإشراف ، وما إلى ذلك) ...

العلاقة التي ستقام مع مؤطرك مهمة: قم بإعداد مواعيدك! (ملفات ، أسئلة ...)

4- بناء الاشكالية

بعد اختيار موضوع ما ، يجب بناؤه كموضوع علمي. الاشكالية هي المجموعة المبنية حول الأسئلة (أو الفرضيات) الرئيسية التي تسمح بمقاربة علمية للموضوع المختار.

 يجب أن تظهر الاشكالية   تمتلكك لموضوع خاصًا بك. يجب أن تعكس تفكيرك. لا يمكن اختزال هذا في سلسلة من الأسئلة ، ولكن كيف تنوي تناول هذا الموضوع.

إشكاليتك يمكن أن تجيب على الأسئلة التالية:

-  لماذا: الغرض من المقدمة هو تبرير أسباب اختيارك لهذا الموضوع. لذلك من الضروري أن تبرهن لكسب اقتناع القارئ.

- كيف: هذا لتوضيح كيف تنوي التعامل مع هذا الموضوع. لذلك سيكون من الضروري تبرير بروتوكول البحث الخاص بك (استخدام مثل هذا المصدر وليس غيره ، استخدام مثل هذا النهج وليس غيره ...).

-  الفرضيات: يجب أيضًا تضمين الفرضيات ، والتي سيتم تأكيدها جزئيًا أو كليًا في عرضك. رسالة التخرج هي عمل بحث علمي.

يتم بناء الاشكالية  من تفكير قائم على القراءات والمقابلات واستكشاف ميدان البحث

لمساعدتك في القراءة ، يجب عليك طلب المشورة من الأستاذ المؤطر (أو الاساتذة الآخرين). إنه أمر استثنائي أن يكون الموضوع فارغًا ... ابحث مرة أخرى ، وسترى أنه بحلول وقت الكتابة النهائية ، ستكون مراجعك واسعة جدًا

يجب أن تكون قراءاتك نشطة. لا فائدة من القراءة دون تدوين الملاحظات: عندما يحين وقت استخدام قراءاتك ، عند الكتابة ، قد تكون نسيت كل شيء وسيضيع الوقت الذي تقضيه في القراءة. لذلك يجب أن يكون هناك دائمًا سجل مكتوب لقراءاتك. من الأفضل أن تكتب بطاقة بمجرد قراءة كتاب أو مقال عن موضوعك. اكتب الخطوط العريضة ، والأفكار المهمة ، والمفاهيم الرئيسية المستخدمة (إن أمكن مع تعريفها). يمكنك أيضا تدوين الاقتباسات ، الصياغات اللطيفة. في هذه الحالة ، لا تنس أن تدون لكل اقتباس أرقام الصفحات والمراجع الكاملة للعمل (لببليوغرافيا رسالة تخرجك). لا يوجد شيء مزعج أكثر من الاضطرار إلى العودة إلى المكتبة للحصول على مرجع.

إشكاليتك ، على هذا النحو ، هي مصفوفة رسالة تخرجك بأكملها: فمن هذا التفكير الأولي- الذي يجعل من الممكن إجراء تقييم موضوعي للحالة - أنه يجب عليك إحضار شيء جديد: استجواب جديد ، طريقة مختلفة لوضع مفهوم ما ، وما إلى ذلك. الاشكالية هي هي المجموعة المبنية ، حول سؤال رئيسي ، أسئلة (أو فرضيات) تسمح بالاقتراب من الموضوع علميا.مُنتقى. يجب أن تكون إجابة على هذا السؤال.. في الواقع ، لا يكفي ميدان البحث غير كافي لإنجاز رسالة تخرجك. يتطلب الأمر لغزًا ، "سؤالًا كبيرًا" ، وهو خليط من الفضول الشخصي (يأتي أولاً من الأسئلة التي تطرحها على نفسك تلقائيًا) و قراءاتك .

5-       القيام بدراسات استقصائية

يمكن بعد ذلك أن يبدأ عمل دراسات استقصائية. يمكن أن يتخذ عدة أشكال (مقابلات ، عمل على الأرشيف ، ، إلخ). مع ذلك ، علينا العمل على مواد تجريبية.

يتعلق الامر تحقيق تجريبيًا من الفرضيات التي طرحتها بعد الاشكالية. احرص على معرفة ميدان بحثك جيدًا (التوجيه ، الهدف البنية ، الإجراءات الحالية) قبل استثماره وطلب المعلومات من المحاورين أو المقابلات بأي ثمن ، والتي ربما لن تخدمك وستستغرق وقتًا غير ضروري.

دعنا نتذكر ببساطة أنه لا توجد طريقة لجمع المعلومات تتفوق على الأخرى (يعتمد ذلك على موضوعك وكفاءاتك) وأن أي مصدر تم إنشاؤه اجتماعيًا: يجب عليك دائمًا تذكر الاستخدامات الاجتماعية (على سبيل المثال المقالات الصحفية والتقارير الإدارية والمقابلات وما إلى ذلك). فترة الدراسات الاستقصائية هذه طويلة. لا يمكن اختزالها في مدة المقابلات أو الملاحظات أو إنشاء ملف بيانات أو الإطلاع على الارشيف. بمجرد جمع المعلومات ، لا يزال يتعين معالجتها وتحليلها. هذا هو المكان الذي يكمن فيه العمل الحقيقي! هذا يستغرق وقتا. لذلك من الضروري أن يتم تنفيذ عملك التمهيدي الخاص بجمع المعلومات بالسرعة الكافية حتى تتمكن من إجراء تحليل جيد لعناصرك التجريبية. يكمن السبب الرئيسي لضعف رسالة تخرجك في سوء إدارة الوقت على مدار العام مما يؤدي إلى تخطي هذه المرحلة من التحليل ، والتي تعتبر مع ذلك واحدة من أهم المراحل

                                                                                           من إعداد: محمد الداودي

 

شارك هذا المنشور