تخطيط التعلمات : اهميته وخطواته و صعوباته

 


مفهوم تخطيط  التعلمات

يعرفه Renald Legendre في كتابه dictionnaire actuel de l’éducation ( سنة 2005 )  بأنه " استراتيجية عامة للتدريس ، يعدها المدرس طبقا لبرنامج وحسب وضعية معينة ... تقدم خطة الدرس مقتضيات الإنجاز و التكيفات الضرورية لما تستلزمه خصائص الأفراد وكذلك الوسائل المتوفرة والشروط الخاصة للتعليم و التعلم".

 يعرفه أحد الباحثين بأنه عملية منهجية يتخذ في ظلها المدرس عدة اجراءات منهجية ، تبدأ بتحليل حاجات المتعلمين ، وتحديد أهداف التعلم المتوخى تحقيقها في أفق تحقيق كفايات المنهاج ، والتفكير في الموارد الكفيلة بتملك المتعلمين  للأهداف المقترحة ، والبحث عن الوثائق  والدعامات الديداكتيكية باعتبارها قنوات حاملة للموارد المراد إرسائها ، وتحضير الوضعيات التعليمية التعلمية والأنشطة المنضوية تحتها ، وتحديد الوسائل التعليمية والعتاد البيداغوجي وتهييئ محمولاته ، وتحضير أشكال العمل الديداكتيكي وتقنيات التنشيط المزمع اعتماده وأخيرا تنظيم كل هذه العناصر في بطاقة خاصة.

أهمية  تخطيط التعلمات :

تتجلى  أهمية تحضير الدرس في ما يلي:

§        التحضير إعداد تربوي مادي يمكن المدرس من التحكم في دواليب تدبير التعلمات.

§        يعطى التحضير المدرس الثقة في النفس ويجنبه  الارتجال لحظة التدبير.

§        يسهم التخطيط المستمر في صقل كفايات المدرس، وتطوير خبراته المهارية.

§        يساعد التخطيط على تحديد أفضل الإجراءات المناسبة لتدبير التعلمات وتقويمها.

§        يمكن التخطيط الجيد المدرس من التحكم في الزمن المدرسي بصورة مثلى ، لحظة تدبير التعلمات ، إذ يمكنه من إنجاز أنشطة التعلم بأقل كلفة زمنية وجهد.

الصعوبات التي تعترض المدرس عند تخطيط التعلمات

من أهم الصعوبات التي تعترض المدرس عند تخطيط التعلمات:

·        مسألة الالمام بالمرجعيات الناظمة للمنهاج الدراسي ، يجعله في وضعية تيهان ،فعدم وضوح الغايات الكبرى والاختيارات والمرجعيات العامة و البيداغوجية و الابستمولوجية في ذهن المدرس ، يجعل أداءه التعليمي بدون وجهات محددة.

·        صعوبات تتعلق بتحليل المحتوى والانتقاء ، تطرح لحظة تحضير الدرس ،  وتهم:

-          حصر ما يناسب من أهداف  تعلم تصب في اتجاه تحقيق الكفايات المسطرة في المنهاج.

-          انتقاء الموارد  كفيلة بتحقيق أهداف التعلم المسطرة في الدرس.

-          انتقاء ما يناسب من دعامات ديداكتيكية ، لاعتمادها في بناء التعلمات وتدبير الأنشطة.

-          انتقاء أشكال العمل الديداكتيك و تقنيات التنشيط المناسبة

·        صعوبات تتعلق بالتنظيم ، تهم:

-          تنظيم الوضعيات التعليمية التعلمية  وفق خطة محكمة تمكن المدرس من حسن التدبير.

-          تنظيم السياقات المواظبة للدرس من أشكال للعمل الديداكتيكي ، وتقنيات التنشيط، وتنظيم فضاء التعلم ، والوسائل التعليمية والعتاد البيداغوجي ، وزمن الحصة الدراسية.

-          تنظيم العناصر المتقاة سابقا في بطاقة مناسبة ، تيسر للمدرس سبل تدبير العناصر المخطط لها، بأقل جهد وتكلفه ، مقابل تحقيق أعلى حصيلة ممكنة .

·        صعوبات تتعلق بالإمكانيات المتاحة:  تتخذ عدة تجليات ، تفرض على المدرس التعامل بواقعية مع الامكانات المتاحة واستحضار البدائل الممكنة ، فمنها صعوبات ترتبط بقلة الوسائل التعليمية ، أخرى ذات بعد سياقي تهم فضاء  التعلم ، إذ أن مشكلة يعتبرها البعض بسيطة ، مثل عدم توفر مكابس للكهرباء في الفصل ، ستؤثر سلبيا على أداء المدرس وعلى مجهوده لاستثمار تكنولوجيا المعلومات لعرض موارد رقمية.

خطوات تخطيط التعلمات

الخطوات التي يجب اتباعها عند التحضير للدرس:

أولا-  استحضار المداخل المعتمدة في بناء منهاج المادة:

-          المدخل العام الناظم للمناهج، ويتضمن الاختيارات التربوية المعتمدة في بناء المناهج.

-          المدخل الابستيمولوجي و المرجعيات الديداكتيكية الخاصة بكل مادة دراسية.

-          المدخل  البيداغوجي والمفاهيمي  الناظم للمنهاج،وكذا الكفايات النوعية المتعلقة بالبرنامج موضوع التخطيط ، وعلاقتها بالمدخلين البيداغوجي والابيستيمزلوجي.

ثانيا-  الاطلاع على الكفايات النوعية للمنهاج، واستحضار سبل أجرأتها بالدرس عبر أهداف التعلم المقترحة به ، وتحليلها وتصنيفها وتحديد المطلوب من كل منها.

ثالثا- الاطلاع على الدرس موضوع التخطيط بالكتاب المدرسي وتحليل محتواه ، والتوسع فيه عبر الانفتاح على مراجع أخرى ، مع الوقوف عند العناصر والمقولات الموجودة به ، كعنوان الوحدة الدراسية ، وأهداف التعلم ، والتعلم ، والتمهيد ، ومختلف المقاطع والأنشطة ، إلى جانب مقولة المفاهيم والمصطلحات ، وتركيب التعلمات...

رابعا- الوقوف عند إشكالية الدرس ، بحصر الوضعية المشكلة التي يتمحور حولها   الدرس ، بالبحث عن المنطق أو الدعامة  التي ستعتمد فيها ، مع تحضيرها وفق خطوات التعامل مع الوضعية المشكلة عند تدبير التعلمات.

خامسا -  حصر موارد الدرس واختيار المناسب منها ، خدمة لأهداف التعلم المسطرة ، من معرف ومعارف الفعل ومعارف الكينونة ، وتهئييها عبر إخضاعه النقل الديداكتيكي.

سادسا -  تحضير  الوضعيات التعليمية التعلمية التي يتضمنها الدرس رفقة أنشطتها.

سابعا - انتقاء الدعامات الديداكتيكية المناسبة لبناء التعلمات ، وتهييئها وتخطيط عملية استثمارها استنادا إلى الخطوات المنهجية الخاصة بكل دعامة مع الاستئناس بأسئلة الاشتغال المذيلة للدعامات بالكتاب المدرسي.

ثامنا -  اختيار أشكال العمل الديداكتيكي المناسبة لكل وضعية تعليمية / تعلمية ، وكذا تقنيات التنشيط ، والعمل على التحضير .

تاسعا - تحضير بعض السياقات المواكبة للدرس التي تقتضي تحضيرا قبليا ، مثل توزيع زمن الحصة المقررة على أنشطة الدرس ، وتهيئ الوسائل التعليمية والعتاد البيداغوجي وإعداد فضاء التعلم ( الفصل الدراسي) تبعا لأشكال العمل الديداكتيكي.

عاشرا -  تنظيم مكونات الدرس داخل جذاذة التحضير ، يتم تضمينها مختلف العناصر التي تم تحضيرها سابقا ، مع الحرص على احترام ثوابت الجذاذة.

 المصدر : كتاب" كفايات التأهيل المهني للمدرس (ة) بين المرجعيات النظرية والتطبيق وفق مناهج التأهيل المهني بالمركز الجهوية لمهن التربيةوالتكوين " من تأليف التباري النباري 

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني

0 الرد على "تخطيط التعلمات : اهميته وخطواته و صعوباته"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات