بيداغوجية الأهداف (نموذج التدريس بواسطة الأهداف)
أكتوبر 05, 2018
أضف تعليق
بيداغوجية الأهداف
(نموذج التدريس بواسطة الأهداف)
فماذا نعني بالأهداف التربوية ؟
نعني بها الاعلان عن السلوكات أو الانجازات
المراد تحقيقها لدى التلميذ بعد متابعته لدرس أو لمجموعة من الدروس والقابلة
للملاحظة والقياس .
المناخ العام الذي ظهر فيه
التدريس بواسطة الأهداف :
ظهرت
بيداغوجية الأهداف في الولايات المتحدة الأمريكية . للحد من ظاهرة الإخفاق ومعالجة أساليب الفشل الدراسي في المؤسسات
التعليمية الامريكية( المعروفة بجماعة شيكاغو) بمدينة بوسطن سنة 1949 م خلال مؤتمرا
لتدارس المشاكل المرتبطة بالتقويم التربوي وبنظام الامتحانات.
من أهم ما اسفرت عنه مناقشات بعد
سنوات من العمل والبحث ، أن سبب إخفاق المتعلمين مرتبط إلى حد كبير بغياب تقويم
دقيق وموضوعي ، أي أن المدرس لا يسطر الأهداف التي يريد تحقيقها في الحصة الدراسية
وبالتالي لا يحدد بدقة السلوكات التي ستكون موضوع القياس.
لذلك
دعمت جماعة شيكاغو التي كان ينسق أعمالها بنيامين بلوم B , Bloom ،إلى ضرورة وصف مختلف استجابات المتعلمين وصياغتها في عبارات
سلوكية محددة ودقيقة وتصنيفها إلى أهداف معرفية ووجدانية وحسية حركية .وبذلك خرجت
جماعة شيكاغو بمقاربة جديدة في التدريس
بواسطة الأهداف.
وكأمثلة للرواد الذين أرسوا دعائم التدريس بواسطة الأهداف ،سنخلص بالذكر:
- رالف تايلر Ralph
Tyler الذي ارتبط
اسمه بنظرية المنهاج.
- بنيامين بلوم Benjamin Bloom الذي ارتبط
اسمه بصنافات الأهداف.
- ماجر R.T .Mager الذي ارتبط اسمه بالحديث عن نوع معين من الأهداف نهو الأهداف
الإجرائية Objectifs opérationnels .
رالف تايلر ونظرية المنهاج
:
يعتبر الأمريكي رالف تايلر مؤسس نموذج التدريس بواسطة الأهداف .في كتابه
عن أساسيات المنهاج Basci principals of
currculum ربط اصلاح نظام التعليم وتوافق المناهج وصحة
أساليب التقويم بتحديد الاهداف .
ففي نظريته حول المنهاج التي كان لها صدى كبير ا
في الأوساط التربوية و التعليمية، اعتبر أن تحديد الأهداف يجب أن يكون هو
الموجه للأنشطة والخبرات التربوية . فكلما تم ضبط الأهداف وأجرأتها بشكل قابل
للملاحظة والقياس كلما ساعد ذلك اختيار المحتويات المناسبة وتنظيم الأنشطة التي
تيسر بلوغ الأهداف وكذا التأكد مما تحقق من الأهداف.
واذا كانت الأهداف تنطلق حسب تايلر من صياغات عامة وفضفاضة (في شكل غايات
ومرامي) فيجب أن تنتهي الصياغات المعتمدة إلى عبارات سلوكية واضحة تصف السلوك
النهائي الذي يكتسبه التلميذ.
بيامين بلوم Benjamin Bloom وصنافات الأهداف
فجماعة شيكاغو انتهت إلى صياغة صنافات عملت على إحصاء الأهداف التربوية
وتبويبها في مجالات محدد وترتيبها في مراقي متدرجة، وذلك وفق تصنيف قسم الشخصية
الإنسانية إلى ثلاثة مجالات:
- المجال العقلي المعرفي ، يشمل
مختلف العمليات الذهنية التي يقوم بها المتعلم من حفظ وفهم وتفسير وتحليل....
- المجال الوجداني العاطفي ،يضم أشكال الانفعالات والاتجاهات والمواقف من
حب وكراهية وإقبال أو نفور ..
- المجال الحسي الحركي أو المجال
المهارتي ، يتضمن مختلف المهارات الحركية المراد تنميتها لدى المتعلم.
1 – صنافة بلوم للأهداف
المعرفية العقلية
يهدف هذا النوع من الاهداف إلى تزويد التلميذ بالمعارف وكذا بطرق وتقنيات
اكتساب سلوكات ومهارات وتجارب معينة .
فماهي الأنشطة العقلية المراد اكسابها
وتطويرها لدى التلميذ خلال العملية التعليمية؟
كجواب على السؤال قدم بلوم سنة
1956 م صنافة للأهداف المعرفية تتضمن ستة
مراقي وهي :المعرفة – الفهم - التطبيق – التحليل – التركيب – التقويم. وتجدر
الإشارة إلى أن أهم ما يميز هذه المراقي هو خضوها لترتيب منطقي يراعي التدرج في
اكتساب المعاريف وتنمية المهارات والسلوكات من أبسط فعل ذهني هو المعرفة إلى أعقد
عملية وتتمثل في النقد وإصدار الأحكام، وكذا الانتقال من مستوى التقبل والاستذكار
إلى مستوى الانتاج والابداع.
2 – صنافة الأهداف
الوجدانية:
يهدف هذا المجال إلى التركيز في التعليم
على ميول التلاميذ واهتماماتهم ،وذلك من خلال إثارة انتباهم وتنمية حب الاستطلاع
والرغبة في التعلم لديهم، واتخاذ مجموعة من المواقف وتبني مجموعة من القيم.
وقد خص كراتهون هذا المجال بصنافة خاصة
أصدرها سنة1964م،تتكون من خمسة
مستويات ذات صلة وثيقة بالمواقف والقيم والاهتمامات والانفعالات والاتجاهات. وهذه
المستويات هي : التقبل، الاستجابة، والتثمين، والتنظيم، والتميز بقيمة أو بنظام من
القيم.
3 – صنافة الأهداف الحسية
الحركية:
يركز
هذا المجال على إكساب التلميذ مهارات حركية، خاصة في التربية البدنية والتربية
التشكيلية والموسيقي والتكوين المهني
يوجد بالنسبة لهذا المجال عدد من
الصنافات من بينها صنافات سمبسون و
كيبلر و باركر ومايلز و هارو، سنقتصر على
صنافة سمبسون التي وضعها هذا الأخير سنة
1866 م، وتتدرج مراقيها من الادراك إلى الميل أو الاستعداد ثم الميكانيكية أو
الآلية فالاستجابة الظاهرية المعقدة ثم التكليف واخيرا الأصالة أو الابداع.
ماجر و أجرأة الأهداف
يقترن الحديث عن نوع خاص من الأهداف هي المسماة بالأهداف الاجرائية، أي
الأهداف التي تعبر عن السلوك أو الانجاز
الذي يراد تحقيقه لدى التلميذ ،وبالتالي فهي أهداف قابلة للملاحظة والقياس.
ففي كتيبه الذي أصدره سنة 1962 م تحت عنوان :كيف يمكن تحديد الأهداف
التربوية (Comment définir les
objectifs en éducation )،حدد ماجر الهدف قائلا: الهدف هو تعبير عن نية التغيير الذي يرغب
المدرس في إحداثه لدى التلميذ ،أي إخبار بما سيكون التلميذ قادر على إنجازه بعد
الانتهاء من حصة أو مجموعة من الحصص.
لذا فاهتمام ماجر في هذا
الكتاب انصب بالأساس على التقنيات والتوجيهات العلمية المرتبطة بتحديد الأهداف و
صياغتها حتى يكون الهدف مقبولا إجرائيا، ينبغي أن تتوفر فيه ثلاثة شروط أساسية:
- تحديد السلوك النهائي المرغوب تحقيقه
لدى التلميذ.
- تحديد شروط الانجاز ،أي تحديد الظروف
التي في سياقها سيتم تحقيق السلوك النهائي السالف الذكر .
- تحديد المعايير والمقاييس التي تبين لنا مدى تحقق
الهدف بأكمله أو في جزء منه.
مستويات الأهداف:
تختلف الأهداف فيما بينها من حيث العمومية والخصوصية و بالتالي من حيث
الغموض والوضوح، كما أنها تختلف من حيث الوقت والامكانات اللازمة لتحقيقها، وتختلف
أيضا من حيث مستويات القرار الصادرة عنها.
على العموم هناك تقريبا اتفاق على ترتيب الأهداف على النحو التالي:(الغايات
التربوي- المرامي أو الأغراض- الأهداف العامة- الأهداف الإجرائية )
- الغايات التربوية:
هي أهداف من مستوي تجريدي تتميز بطابعها العام وبغموض مدلولها وتعدد
التأويلات التي تحتملها. تعبر هذه الاهداف
عن فلسفة المجتمع ونظرته للكون والانسان وتعكس القيم والاخلاق السائدة فيه،
المرامي أو الاغراض:
هي أهداف تتموضع في مستوى أقل عمومية نسبيا من المستوى الأول (الغايات).فهي
صياغات تعبر عن التوجهات البعيدة المدى للمنهاج و المقررات الدراسية، وتعمل من
خلال هذا المناهج والبرامج على تحقيق الغايات السابقة
الاهداف العامة:
هي أهداف أقل عمومية وتجريدا من الغايات
والاغراض، وأقل دقة و وضوحا من الأهداف الاجرائية، لأنها غير مصاغة بكيفية يحصل
على إثرها تغيير أو سلوك متوقع، لكنها مع ذلك تمثل مرحلة وسطى بين الأغراض
والأهداف الإجرائية، لذلك هناك من يسميها بالأهداف الوسطى.
الاهداف الإجرائية:
هي
أهداف سلوكية تتحقق لدى المتعلم، نتيجة نشاط يزاوله كل من المدرس والمتعلمين، وقد
تكون معرفية أو حسية حركية أو وجدانية، تصف أداءات المتعلم بعبارات واضحة ودقيقة قابلة
للملاحظة والقياس .
0 الرد على "بيداغوجية الأهداف (نموذج التدريس بواسطة الأهداف)"
إرسال تعليق